التضخم العالمي وارتفاع الأسعار .. حديث الساعة وفي جميع أنحاء العالم اليوم هو… الغلاء.

إرتفعت أسعار جميع المنتجات والخدمات عالمياً وبلا إستثناء:

  • إيجارات المنازل.
  • أسعار السيارات.
  • العقارات.
  • الغذائيات.
  • المحروقات.

(في عام 2022 بلغت نسبة الزيادة على الأسعار 50% كحد أدنى ولغاية 300% لبعض السلع.)

فما هو غلاء الأسعار أو بمعنى أدق ما هو التضخم:

التضخم أو (inflation) بالتعريف هو إنخفاض القوة الشرائية للنقود. أي هو إنخفاض قيمة النقود أمام نفس السلع والخدمات بين فترتين من الزمن.

فإذا كانت قيمة التفاحة الواحدة 0.5 دولار أمريكي في عام 2021، و إرتفعت قيمتها إلى 0.75 دولار أمريكي للتفاحة الواحدة في عام 2022، فيعني حصول التضخم.

ماهي أسباب التضخم العالمي وارتفاع الأسعار :

هنالك سببين رئيسيين للتضخم وجود أحدهما أو كلاهما كفيل بحصول التضخم.

  1. وجود عدد قليل من المنتجات أمام طلب كبير على هذه السلع. أي إختلال قانون العرض والطلب لصالح الطلب الكبير على سلعة معينة.
  2. وجود كميات كبيرة من الأموال مقابل سلع ومنتجات وخدمات محدودة.

معظم حكومات العالم وبهدف تغطية المصاريف والعجز الحاصل في ميزانيتها تلجأ لطباعة الأموال بدون تغطية.

يعني وجود كمية أموال كبيرة أو ضخمة من الأموال أمام عدد محدود من السلع والمنتجات وبالتالي إنخفاض القوة الشرائية للعملات بشكل تدريجي.

أسباب التضخم العالمي وارتفاع الأسعار القياسي الحالي عام 2022:

إن التضخم الحالي الحاصل عالمياً، وفي جميع أنحاء العالم له أسبابه الخاصة والإستثنائية وإن كانت لاتخرج عن دائرة الأسباب التقليدية التي ذكرناها.

في منتصف عام 2020 وخلال فترة الإغلاقات العالمية توقف العديد من المعامل والمصانع عن إنتاج السلع والخدمات، أي أنه حصل إنخفاض كبير بالمعروض من المنتجات مقابل إستمرار الطلب عند نفس المستوى وهذا هو السبب الأول للتضخم.

خلال فترة الإغلاق ذاتها قدمت معظم الحكومات حزم مساعدات نقدية للشركات والأفراد لكن مصدر هذه الأموال كان هو الطباعة أي دون تغطية حقيقة أو مناسبة.

حزم المساعدة هذه خلقت فائض كبير من العملات مقابل كميات محدودة ومتناقصة من المنتجات بسبب الإغلاق الحاصل.

الحرب الروسية الأوكرانية:

مع بداية عام 2022 وبسبب الحرب الروسية الأوكرانية إرتفعت أسعار الطاقة والسلع الغذائية الأساسية نتيجة الحرب الإقتصادية الأوروبية على روسيا و عجز أوكرانيا عن زراعة وتصريف المنتجات الغذائية من القمح وزيت عباد الشمس، بسبب إغلاق الموانئ المطلة على البحر الأسود من قبل روسيا.

الوضع الإقتصادي حاليا ومع منتصف عام 2022:

  • كميات محدودة من الإنتاج مقابل طلب كبير على السلع والخدمات.
  • إرتقاع تكاليف الإنتاج الأساسية.
  • مخاوف واضطرابات في سوق الطاقة العالمي.
  • نقص فعلي في الموارد الغذائية العالمية.
  • عجز الفيدرالي الأميريكي عن كبح جماح التضخم.

ماذا سيحصل في المستقبل القريب؟

يبدو أن مستقبل الإقتصاد العالمي القريب مظلم، ومظلم جداً. الدول الفقيرة والنامية ستشهد إفلاسات وأزمات غذاء وطاقة قد تصل لحد المجاعة. الدول المتقدمة ستشهد تباطؤ في النمو وتراجع كبير في مستوى الرفاهية. ستتغير سلوكيات البشر الإستهلاكية بشكل كبير، تجاه التوفير وتخفيض الإنفاق.

هذه الحالة من التضخم الكارثي، ستنتهي بتباطؤ في الإقتصاد العالمي وننتقل إلى مرحلة جديدة من الركود التضخمي…

الركود التضخمي

هو بإختصار الغلاء الفاحش والأموال القليلة وهذه الحالة قد تستمر لسنوات طويلة قبل أن ننتقل لمرحلة الكساد العالمي أي وجود سلع رخيصة وبكميات كبيرة ولكن مع إنخفاض أو إنعدام السيولة النقدية.

تستغرق كل حالة من حالات التضخم والركود التضخمي و الكساد العالمي وسطيا 2-3 سنوات، أي أن العالم أمام سنوات طويلة وصعبة إقتصادياً.

إقرأ المزيد عن الإدارة المالية والقانونية: